أعظم الآفات التي يُبتلى بها العبد بسبب ضعف توكله على الله -تعالى- أمر البخل، وله آثار سلبية كبيرة سواء على الفرد نفسه أو على الأسرة أو على المجتمع.
📃 وقفات مع الزوج البخيل:
فإن البخل دليل على التعلق بالدنيا، والافتتان بمتاعها، والخوف من ذهابها، فكلما كان العبد على ربه متوكلًا ولحقيقة الدنيا عارفًا متفطنًا، كلما كان جوادًا سخيًّا، ولذلك كان أجود الناس هو نبينا -ﷺ-.
ويتضح ذلك في كون الأب أو الزوج حين يخل بواجب النفقة والمراعاة بمن تحته؛ فإن ذلك يؤدي لزامًا إلى وقوع الأبناء فريسة لمن يعطيهم المال ويوفِّر لهم حاجياتهم؛ فيقعون بذلك فريسة سهلة بأيدي الفاسدين المفسدين من أرباب الشهوات والمخدارت، بل وأرباب الشبهات والانحراف الفكري العقدي.
في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: “اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا”، وَيَقُولُ الْآخَرُ: “اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تلفًا”»، متفق عليه.
فالبخيل كلما ازداد بخلًا، كلما زاد الناس منه نفورًا وبُعدًا، فيبقى من هو مبتلى به ويصعب عليه الانفكاك عنه كالأبناء والزوجة، فإن غالب الزوجات إنما تصبر لأجل الأبناء وعدم تشتتهم وضياعهم، ولأجل الحفاظ على كيان الأسرة، لا محبة في الزوج البخيل ولا رغبة في قربه.
فالبخيل يمتنع من علاج نفسه خوفًا من ذهاب ماله أو نقصه، فأي مال ينفعه إن ذهبت صحته واضمحلت قواه؟! أو يرى مرض ولد له أو زوج أو أم أو غير ذلك، ثم يبخل مع قدرته ومكنته؟!!
قال محمود الورَّاق -رحمه الله-:
تمتَّع بمالك قبل الممات … وإلَّا فلا مال إن أنت متَّا
شقيت به ثمَّ خلَّفته … لغيرك بُعدًا وسحقًا ومقتًا
———————-
✒️ مقتطفات مما كتبه: د. محمد بن غالب العمري.
30 شوال 1440هـ.